Template Information

Jumat, 11 April 2014

تاريخ القرآن

المقدمة
        شغلني أمر تاريخ القرآن ومشكلاته منذ بعيد، منذ علقت ماتنطوى عليه حركة هذه الأمة التاريخية من حيوية، ومالف هذه الحركة من ضباب القرون، حتى أصبحت مشكلاتها التاريخية راسبة تحت طبقات يضغط بعضها على بعض، ولا يكاد يظهر منها على السطح سوى ملامح طفيفة، هي مايعده كثير من الناس جوهر هذه المشكلات، وهيهات...
1.   تاريخ بالكتاب المقدس
كان الكتاب المقدس، قبل أن يكون مجموعة أسفار، نراثا شعبيا لاسند له إلا
الذاكرة، وهي العامل الوحيد الذي اعتمد عليه نقل الأفكار. وكان هذا التراث يغني.[1]
يطلق على الكتاب المقدس عند اليهود: العهد القديم والعهد الجديد، وأما العهد القديم وهو يحتوى على أخبار العالم فى عصوره الأولى وأجياله القديمة، وشرائع اليهود الاجتماعية والدينية، وتاريخ نشأتهم وحكوماتهم وحوادثهم، والنبوات السابقة منذ هبوط الإنسان على هذه الأرض، والبشارات بالنبيين اللاحقين وبالمسيح.
[2] أما العهد الجديد هو النص المقدس الخاص بالمسيحيين فيتكون من سبعة وعشرين سفرا يمكن وضعها قسمين كبيرين:[3]
الأول: قسم {الأسفار التاريخية} ويشمل هذا القسم الأناجيل الأربعة (انجيل متى، انجيل مرقص، وانجل لوقا، وانجيل يوحنا).
الثاني: قسم {الأسفار التعليمية} وتشتمل باقي الرسائل وعددها إحدى وعشرون وهي: 14 رسالة من كتب بولس، 3 رسائل من كتب يوحنا، ورسالتان من كتابة بطرس، ورسالة واحدة من كتب يعقوب، ورسالة واحدة من كتب يهوذا، بالإضافة إلى رؤيا يوحنا اللاهوتى.
2.   من أسماء القرآن[4]
Ø   بالفرقان فهو الفاصل بين الحق والباطل.
Ø   بالذكر: لقوله تعالى فى سورة الأنبياء {وهذا الذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون}.
Ø   بالتنزيل: لقوله تعالى فى سورة الشعراء {وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين}.
بالنور: لقوله تعالى فى سورة النساء {ياأيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا}.
3.   تاريخ القرآن فى عهد الرسول والصحابة
1)   – أ. جمع القرآن بمعنى حفظه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مولعا بالوحي، يترقب نزوله عليه بشوق، ويحفظه ويفهمه، مصدقا لوعد الله تعالي، {¨bÎ) $uZøŠn=tã ¼çmyè÷Hsd ¼çmtR#uäöè%ur  17- القيامة} فكان بذالك أول الحفاظ، ولصحابته فيه الأسوة الحسنة، وقد نزل القرآن فى بضع وعشرين سنة، فربما نزلت الآية المفردة، وربما نزلت آيات عدة عشر، وكلما نزلت آية حفظت فى الصدور، ووعتعها القلوب، والأمة العربية كانت بسجيتها قوبة الذاكرة، وتستعيض عن أميتها فى كتابة أخبارها وأشعارها وأنسابها بسجل صدورها.[5]
ب. جمع القرآن بمعنى كتابته على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
 كما كان بعض الصحابة يكتبون ماينزل من القرآن ابتداء من أنفسهم، دون أن يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم، فيخطونه فى العسب، واللخاف، والكرانيف، والرقاع، والأقتاب، وقطع الأديم، والأكتاف، عن زيد بن ثابت قال: " كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاء"[6].
4.   القرآن فى عهد أبو بكر[7]
أن الجمع القرآن فى هذا العهد خشية من ذهابه بذهاب حملته، حين استحر القتل بالقراء. وجمع أبي بكر للقرآن كان نقلا لما كان مفرقا فى الرقاع والأكتاف والعسب. وجمعا له فى مصحف واحد مرتب الآيات والسور. مقتصرا على مالم تنسخ تلاوته، مشتملا على الأحرف السبعة التى نزل بها القرآن.
5.   القرآن فى عهد عثمان[8]
والباعث لدى عثمان رضي الله عنه كثرة الاختلاف فى وجوه القراءة، حين شاهد هذا الاختلاف فى الأمصار وخطأ بعضهم بعضا.
وجمع عثمان للقرآن كان نسخا له على حرف واحد من الحروف السبعة، حتى يجمع المسلمين على مصحف واحد. لماذا كان مصحف عثمان مختار؟ لأن الصحابة فى كتابة المصاحف العثمانية اجتهدوا فى الرسم على حسب ماعرفوا من لغات القراءة.
6.   القرآن و التحدي [9]
        نزل القرآن منذ نزل، معجزة تدل على صدق الرسالة المحمدية، ومن طبيعة المعجزة التحدى، وقد تحدى القرآن الإنس والجن، أن يأتوا بمثله فى قوله تعالى: @è% ÈûÈõ©9 ÏMyèyJtGô_$# ߧRM}$# `Éfø9$#ur #n?tã br& (#qè?ù'tƒ È@÷VÏJÎ/ #x»yd Èb#uäöà)ø9$# Ÿw tbqè?ù'tƒ ¾Ï&Î#÷WÏJÎ/ öqs9ur šc%x. öNåkÝÕ÷èt/ <Ù÷èt7Ï9 #ZŽÎgsß ÇÑÑÈ [10]
        ولقد جرب بعض العرب أن يجيب على تحدى القرآن فما كان حظه سوى الفشل المضحك، وهو جرى لمسيلمة الكذاب، حين قيل له وقد ادعى النبوة فى أواخر العهد المدنى: مادليلك على صدق نبوتك؟ أنه يتنزل عليه الوحي كما ينزل على محمد.
7.   التوجه الاستشراق إلى دراسة تاريخ القرآن الكريم[11]
        لقد أدى انشاط الاستشراقي المتمثل بترجمة القرآن الكريم للغات الأوربية، إلى تعريف الباحث والقاررىء الغربي بمضمون القرآن، ولعل هذا التعريف قد أثار فى الفكر الاستشراقي تساؤلات تبحث فى مصدر القرآن هل هو إلهي أم بشري؟ وتبحث فى الترتيب النزولي لآياته وسوره، وتبحث فى جمع القرآن وتدوينه، وتبحث فى تعدد القراءات وكل ما يتعلق بتاريخ القرآن وعلومه، ولذالك ظهرت فى العصر الحديث مجموعة من الدراسات الاستشراقية المهمة سلطت الضوء على هذه التساؤلات وحاولات أن تبحث لها عن إجابات.
        ويبدو أن هذا النوع من الدراسات الاستشراقية قد ظهر فى القرن التاسع عشر الميلادي استجابة لمتطلبات الفكر الاستشراقي وما وصل إليه من تصور ورؤي متعلقة بالإسلام، وقد يكون لبعض الدراسات السابقة ذات الموضوعات المرتبطة با القرآن الأثر الكبير فى هذا الظهور، المثال: ثناء المستشرق الألماني تيودور نولدكه المتخصص بتاريخ القرآن على كتاب[12] المستشرق إبراهام جايجر (ماذا اقتبس محمد من اليهودية؟) وتصريحه بالاستفادة من الملاحظات الذاكية التى وردت فيه.[13]
        إن أول من تخصص فى دراسة تاريخ القرآن الكريم من المستشرقين هو المستشرق الفرنسي بوتيه (1800 – 1883 م) الذي عكف على هذه الدراسة وبحث تأثير القرآن بما يقدمه من معرفة عن الديانات السابقة، والظروف التي أحاطت بنزوله وغايته، والعقائد الموافقة، والمضادة له فى غيره من الأديان، كما بحث المذاهب التي نشأت عنه لدي المسلمين، وكانت دراسة بوتيه هذه قد نشرت فى باريس سنة 1840 م.[14]
        ثم جاء المستشرق الأماني تيودور نولدكه (Theodor Noldeke) 1832-1930م ليتخصص فى موضوع تاريخ القرآن، فكان الأبرز والأهم بين من تخصص فى الدراسات القرآنية من المستشرقين، بفضل الدراسات المهمة التي نشرها، ولا سيما مؤلفه الأول (حول نشوء وتركيب السور القرآنية) الذي أنجزه عام 1856 م فعد أطروحة للدكتوراه، ولكنه سرعان ما حكم عليه بأنه عمل غير ناضج، ولذالك قام بإبدال العنوان إلى (تاريخ القرآن) وأدخل فيه تعديلات جوهرية[15]
8.   النظرية المستشرقين (نولدكه) فى القرآن
        وأخطرر ما فى موضوعات الاستشراق هو الحديث عن القرآن الكريم فنظريتهم إليه ليست كنظرة المسلمين، فا لقرآن عند المسلمين كتاب ديني مقدس، منزل على رسول الله، يغذي الإيمان ويبعث فى الأرواح المؤمنة الطمأنينة الأبدية، وعند المستشرق فالقرآن كلام يخاطب الناس، ويقرأونه كما يقرأون أي كتاب فى اللاهوت أو الأخلاق، ويتعرضون لنقده ومحاكمة مضامينه حسب قناعاتهم وأفكارهم المسبقة، ولا يرون فيه أنه خطاب السماء للأرض كما يعتقد المسلمون، ولا وحيا منزلا من رب العالمين، على أن الغربيون يشكك المسلمين بمصدقية القرآن.[16]
        لم يقرأ (نولدكه) القرآن الكريم ككتاب منزل بل كنص وضعه النبي نتيجة إلهام، منطلقا من مبدأ (بشرية القرآن) لذالك أخذ يلتمس مصادر اخري غير الوحي.
        يقول نولدكه أن القرآن الكريم قد وصلنا منذ أربعة عشر قرنا إلى أيامنا هذا فطبعا هناك التحريف أو تبديل من القرآن.
النقد
        من هذه الكتابة نحن نستطيع أن نستنبط بأن القرآن الكريم منذ زمان قديم حتى اليوم ليس فيه الغيير أو التبديل أي شيء يشك الناس فى صحة القرأن الكريم، لأن القرآن معجزة للناس رحمة للعالمين وسيحافظ الله تعالى القرآن حتي يوم القيامة لأن هذا القرآن هو آخر المصحف الذي ينزل الله تعالى وحمله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
        وإذا قيل الغربيون الكافرون بأن القرآن هناك تغير تبديل أو من كلام محمد وهذا غير صحيح، لأن القرآن له صخصية معجزة لايجوز أن نتشكك به:
Ø   بأن القرآن هو كلام الله عز وجل
Ø   ان القرآن هو كتاب يحفظ الله تعالى إلى أخر الزمان
Ø   الكتاب المبين
Ø   الكتاب لجميع الأديان، الزمان، والناس رحمة للعالمين


المرجع:
القرآن الكريم
 بوكارى، موريس، دراسة الكتب المقدس فى ضوء المعارف الحديثة، (الناشر: دار المعارف – 1119 كونيش النيل – القاهرة ج. م. ع.).
رجب، محمد، حقائق حول القرآن، (دار الصحوة للنشر: 1407 ه – 1987 م) الطبعة الاولى.
شامه، محمد، فى رحاب القرآن، الجزء الأول، (للنشر والتوزيع - 1406 ه 1986 م) الطبعة الأولى.
شاهين، عبد الصبور، تاريخ القرآن، (للطبعة والنشر والتوزيع، 2008 م) الطبعة الرابعة.
صبيح، محمد، بحث جديد عن القرآن الكريم، (القاهرة: دار الشروق، 1403 ه – 1983 م)، الطبعة الثامنة.
 عمران، أحمد الزاوي، جولة فى كتاب نولدكه تاريخ القرآن، الكتاب الأول، (دمشق: مكتبة دار طلاس، 2008 م)، الطبعة الأولي
القطان، مناع، مباحث فى علوم القرآن، الجزء الأول، (القاهرة: مكتبة وهبة، 2000 م ).




[1]  موريس بوكارى، دراسة الكتب المقدس فى ضوء المعارف الحديثة، (الناشر: دار المعارف – 1119 كونيش النيل – القاهرة ج. م. ع.) ص 20 
[2]  الدكتور محمد شامه، فى رحاب القرآن، الجزء الأول، (للنشر والتوزيع - 1406 ه 1986 م) الطبعة الأولى، ص 7 - 9
[3]  نفس المرجع...ص 10
[4]  محمد رجب، حقائق حول القرآن، (دار الصحوة للنشر: 1407 ه – 1987 م) الطبعة الاولى، ص 10
[5]  مناع القطان، مباحث فى علوم القرآن، الجزء الأول، (القاهرة: مكتبة وهبة، 2000 م )، ص 119
[6]  أخرجه الحاكم فى المستدرك بسند على شرط الشيخين، نؤلف القرآن: أي نجمعه لترتيب آياته
[7]  محمد صبيح، بحث جديد عن القرآن الكريم، (القاهرة: دار الشروق، 1403 ه – 1983 م)، الطبعة الثامنة، ص 189
[8]  المرجع السابق، مناع القطان، ص 132
[9]  عبد الصبور شاهين، تاريخ القرآن، (للطبعة والنشر والتوزيع، 2008 م) الطبعة الرابعة، ص 267
[10]  سورة الإسراء الأية: 88
[11]  مشتاق بشير الغزالي، القرآن فى دراسات المستشرقين (دراسة فى تاريخ القرآن)، (دمشق-سوريا: 1429 ه – 2008 الطبعة الأولى، ص 31-34
[12]  Geiger, Abraham, was hat Mahammad aus dem Judentum aufgenommen, (Leipzig- 1902)
[13]  عمر لطفي العالم : المستشرقون والقرآن، مركز دراسات العالم الإسلامي، (مالطة – 1991)، ص 85
[14]  نفس المرجع...، ص 27-28
[15]  Theodor Noldeke, Geschichte des Qorans, (Germany – 1909), Vol-1; L. W.Winter, Der Koran, (Munchen- 1964), p. 8
[16]  أحمد عمران الزاوي، جولة فى كتاب نولدكه تاريخ القرآن، الكتاب الأول، (دمشق: مكتبة دار طلاس، 2008 م)، الطبعة الأولي، ص 7-8.

0 komentar:

Posting Komentar

Ads 468x60px

SAHABAT BLOGGER

Featured Posts

You can replace this text by going to "Layout" and then "Page Elements" section. Edit " About "